"الأونروا": جلسات الدعم النفسي تحفز الطاقة الإيجابية لـ50 ألف طالب في سوريا

"الأونروا": جلسات الدعم النفسي تحفز الطاقة الإيجابية لـ50 ألف طالب في سوريا

في يوم مشمس، يجلس طلاب الصف الثامن في دائرة في ساحة مدرسة فلسطين التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" بدمشق في إطار أحد الأنشطة الإبداعية للدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، والتي تهدف إلى توجيه أفكارهم وطاقاتهم في اتجاه إيجابي.

تتجمع مجموعة أخرى من الطلاب المتحمسين في دائرة كبيرة لتحضير تعبير وجهي عن مشاعر مختلفة، يختار كل طالب عاطفة يريد تقديمها، يساعد الطلاب بعضهم البعض في ممارسة تعبير واضح ووضعية جسدية تتناسب مع العاطفة التي اختاروها ويتناوبون في عرض مشاعرهم.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" كان للصراع الذي دام 11 عامًا في سوريا تأثير مدمر على كل جانب من جوانب الحياة لـ438 ألف لاجئ فلسطيني بقوا في البلاد، لقد تأثر أطفال لاجئي فلسطين بشكل خاص بالأزمة، حيث ظهرت عليهم علامات التوتر والقلق، والتي نتجت في الغالب عن النزوح المطول، وتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، هؤلاء الأطفال لم يعرفوا شيئًا سوى الصراع ويتأثرون بشدة بأحداثه بطرق مختلفة.

يؤكد الطلاب المشاركون أن هذه المبادرات النفسية والاجتماعية توفر وسيلة للتعبير عن الذات والتحفيز، وتمكينهم من تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي، والسماح لهم برؤيتهم وسماعهم، وأنهم يشعرون من خلالها أيضًا أن البيئة المدرسية آمنة ويستمتعون بالتفاعل مع أقرانهم في مكان محمي.

"آية قدورة" البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا هي واحدة من الأطفال الذين نزحوا مع أسرتها من مخيم اليرموك وتعيش في ألاينس، تقول: "تمنحني جلسة الدعم النفسي والاجتماعي المزيد من الثقة، إنها تساعدني في كل عملي الذي أقوم به هنا في مدرستي وفي المنزل وتمنحني الكثير من الطاقة، حيث تحفزني الأنشطة التي ينظمها الداعم النفسي الاجتماعي في المدرسة، وتقلل من قلقي وتساعدني على التعبير عن مشاعري".

وبالإضافة إلى الأنشطة النفسية والاجتماعية والترفيهية، تشارك آية أيضًا في جلسات توعية حول مواضيع مثل المتفجرات الناتجة عن مخلفات الحرب، تقول: "أتعلم ثم أذهب وأعلم ما تعلمته لعائلتي".

وتقول الداعمة النفسية والاجتماعية للأونروا ريم غنام: "لقد أحدث برنامج الدعم النفسي والاجتماعي العديد من التغييرات الإيجابية في البيئة المدرسية من خلال مساعدة الطلاب على تحديد احتياجاتهم العاجلة ونقاط القوة والقدرات الخاصة بهم للتعامل مع الأزمة".

وتقدم الأونروا أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي لنحو 50 ألف طالب مسجلين في 103 مدارس تديرها الأونروا في سوريا، وأصبح هذا التدخل ممكنا من قبل الجهات المانحة مثل الاتحاد الأوروبي.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية